miércoles, 17 de julio de 2019

حوار مع المترجمة د.نهاد بيبرس / كلمات


حوار مع صديقتي المُترجمة.. د.نهاد بيبرس 

د.نهاد بيبرس مع كارلوس فوينتس
إعداد: أسماء جمال عبد الناصر

في سياق متصل لأسئلة أطروحتي للماجستير التي تناولت الترجمة الأدبية واستخدامها في قاعات التدريس قمت بإرسال هذه الأسئلة للعديد من المترجمين سواء من داخل الحقل الأدبي أو الأكاديميين وكان من بينهم العزيزة د. نهاد بيبرس (مونبيليه، ١٩٧٨). وهي أكاديمية ومترجمة مصرية، حاصلة على شهادة الدكتوراة من جامعة كومبلوتينسي بمدريد عن أطروحتها «القصة القصيرة لكاتبات جيل منتصف القرن في المكسيك». لها عدة ترجمات إلى الإسبانية والعربية، من أهمها رواية «حدائق الرئيس» للعراقي محسن الرملي إلى الإسبانية ونشرت بدار نشر آليانثا الإسبانية العريقة، ورواية «حزن نمر الثلوج الهائل» للبرازيلي جوكا رينيرس تيرون عن دار الخان الكويتية... وها هي نص إجاباتها:


1. هل أنتِ من اختار مهنة الترجمة والتدريس أم هي التي اختارتك؟
- نعم، أنا من اختارها.

2. هل تغيرين نسبيا في ترجمة عناوين الأعمال التي تقومين بترجمتها، هل القرار يخص المترجم أم جهة النشر وسببه؟
- إن لم تؤدي ترجمة العنوان بالإسبانية إلى عنوان يتسم بالأدبية في اللغة العربية أرى أنه من الجائز تغيير العنوان.
والقرار يكون بالاتفاق بين المترجم ودار النشر.

3. هل يتم تواصل بينك وبين أصحاب الأعمال التي تقومين بترجمتها وكيف تختارينها وكيف يكون شكل التواصل مع كُتابها وهدفه؟
- لا أرى دافعا كبيرا للاتصال بالكاتب بحثا عن إنجاز الترجمة بشكل دقيق لأن المؤلف قال كل ما لديه بأفضل طريقة يراها، والباقي فيقع تحت مسؤولية المترجم.
اختيار العمل الأدبي للقيام بترجمته يخضع لدوافع عديدة ومختلفة، منها أن يكون العمل قد حظى بشهرة أو حاز على جائزة أدبية هامة، أو على العكس يكون عملا غير مشهور يرى المترجم أنه يستحق إلقاء الضوء عليه وتعريف القارئ العربي بوجوده، أو أن يكون عملا يناقش قضية حيوية ومعاصرة مما يضمن تسويقه بشكل جيد. كما يمكن أن يعود الاختيار إلى إعجاب المترجم بشكل شخصي بعمل معين وسعيه لترجمته.

4. هل سمعتِ أو قرأتِ ردود فعل تجاه ترجماتك وكيف قيمتيها؟
- ردود فعل إيجابية.

5. بوصفك قارئة ومترجمة ومدرسة لغة كيف تقيمين الأعمال الأدبية المُترجَمة حال معرفتك باللغة المصدر أو عدمها ؟
- في حال معرفتي باللغة المصدر، يكون تقييمي لترجمة عمل أدبي هو عدم احتوائها على أخطاء في النقل، تمكنها من نقل ثقافة وتميز النص الأصلي، وكذلك استخدام لغة أدبية عالية مع عدم الإخلال بالسلاسة.
في حال عدم معرفتي باللغة المصدر، لا يمكنني الحكم على إتقان عملية النقل من عدمها، ويقتصر التقييم هنا على سلاسة واتساق النص المنقول.

6. من خلال تجربتك المهنية كيف ترين حال الترجمة الأدبية والنشر في مصر والعالم العربي؟ موقع الترجمة في المشهد الثقافي المصري ومسار الترجمة العربية منذ حلم المأمون إلى اليوم؟
- الترجمة من اللغة الإسبانية هي بالتأكيد أقل مما يجب أن تكون عليه، وأقل حجما مقارنة بالترجمات من لغات كالفرنسية والإنجليزية إلى العربية، ووفقا لأحد تقارير اليونسكو عن التنمية الثقافية العربية فإن حركة الترجمة العربية لا تضاهي عددا حركة الترجمة الغربية. ولا يعود ذلك لقلة عدد المتخصصين بقدر ما يعود لعدم وجود الدعم الكافي لضمان استمرار وتواصل حركة الترجمة بجانب الجهود التي يقوم بها المترجمون بشكل فردي.
إلا إن مسار الترجمة إلى العربية في تنامٍ واتساع. وخاصة منذ بداية عقد الثمانينيات، حيث انتعشت حركة الترجمة إلى العربية بشكل كبير بفضل الشهرة التي حققها أدباء إسبانيا وأمريكا اللاتينية بوجه خاص، فكثير من الترجمات العربية للأعمال المكتوبة بالإسبانية ظهرت قبل الكثير من اللغات الأخرى.
وتتصدر مصر العالم العربي في حركة الترجمة. ومن المشجع في هذا الصدد وجود سلاسل تتبع هيئات ثقافية حكومية (مثل: سلسلة آفاق عالمية وسلسلة المائة كتاب اللتان تتبعان الهيئة العامة لقصور الثقافة، وسلسلة الجوائز التي تتبع الهيئة العامة للكتاب، على سبيل المثال) تعني بترجمة وتقديم الأعمال الأدبية الأجنبية، والتي نجحت في تأسيس قارئ ومهتم بمعرفة ما هو مكرس وحديث في الآداب الأجنبية، بالإضافة إلى دور نشر خاصة تضطلع بذلك أيضا.

7. نهاد المترجمة ومدرسة اللغة كيف يكون يومها وطقوس عملها؟ وما النصائح التي تسديها لممارسي الترجمة الأدبية؟
- نصائحي، ومنها تلك التي تتعلق بالترجمة بشكل غير مباشر، هي الاطلاع والتثقيف في المجال الأدبي والثقافي بشكل دائم ومتواصل.
ثم تلك التي تتعلق بترجمة عمل بعينه بشكل مباشر، وتبدأ بقراءة النص بشكل كامل ووافي للوقوف على كل معانيه ورسالته وفلسفته، والشروع في الترجمة مع الاستعانة بكل وسائل التوثيق الممكنة، من معاجم إسبانية وعربية ومراجع حتى يمكن تقديم نص سلس القراءة، بلا أخطاء، بالإضافة لتمكنه لغويا وأدبيا. وبالنهاية يأتي دور المراجعة الوافية والنقد والتقييم الذاتيين.

8. هل تقرأين في علم دراسات الترجمة ونقد الترجمات؟ هل لكِ ملاحظات على هذا النوع من دراسات الترجمة الحديثة؟
- نعم، إلى حد ما.

9. هل تناولت إحدى الدراسات عملك المُترجم بالبحث والنقد؟
- لا.

10. اتباعا لتصنيف المترجمين حسب نظرية اختفاء المترجم لمترجم ظاهر وخفي كيف ترين نفسك أو كيف يراها قراء ترجماتك ؟
- من الصعب أن يكون المترجم خافيا بدرجة كاملة، ويمكن أن نجد ذلك في ترجمة النصوص القانونية والمحلفة، إلخ.. وتلك النصوص التي تخلو من الأساليب الفنية التي تتسم بالسخرية أو التلاعب بالألفاظ.
أما في المجالين الثقافي والأدبي، فروح المترجم وأسلوبه وخصوصيته يظهرون بشكل جلي في اختياراته المتفردة.

11. خلال عملك كمترجمة هل تلجأين لمؤلف النص الأصلى لتوضيح بعض التفاصيل؟
- كما ذكرنا سابقا، عملية فهم وتفسير وترجمة النص تقع بالكامل على عاتق المترجم، مما يجعل من غير الضروري التواصل مع الكاتب لهذا الغرض.

12. من وجهة نظرك ما هي أسباب قلة المنتج العربي المترجم للغات الأجنبية والمعاصر بشكل خاص؟
- يرجع ذلك إلى قلة الدعم، بالإضافة إلى ضعف اطلاع ومعرفة الإسبان بالثقافة العربية المعاصرة وعدم جرأة ناشريهم.

13. يمكنك أن تذكري لنا بعض المشكلات التى تواجه المترجم الأدبي ومدرس اللغة وخاصة مادة الترجمة وكيف تتغلبين على بعضها بتوضيح أمثلة من ترجماتك؟
- تتعدد صعوبات الترجمة بتعدد الكتاب والأساليب الفنية واللغات. ومن بين الصعوبات التي يواجهها المترجم الأدبي ومدرس مادة الترجمة الأدبية هي حل مسائل تتعلق بالاختلافات الثقافية (ترجمة الأمثال والعناصر الثقافية، إلخ) بين لغتي النص الأصلي والمنقول، أو أساليب الكاتب الفنية التي تعتمد على التلاعب بالألفاظ، أو نقل أسماء الأبطال التي من شأنها أن توحي بصفة شخصية، أو تعمد الكاتب إدراج أخطاء نحوية أو إملائية في عمله، على سبيل المثال لا الحصر.

14. إذا سمعت عن أطروحة بعنوان «استخدام الترجمة الأدبية في تعلم لغة أجنبية» ماذا تتوقعين أن تقرئي بين دفتي تلك الأطروحة؟
- أتوقع أن أرى تحليلا لعدد من إشكاليات الترجمة الأدبية بين اللغتين التي تدرسهما الأطروحة من خلال تحليل العمليات العقلية للطالب الذي يترجم، بالإضافة إلى تطبيقات تعليمية تستعين بهذه الإشكاليات والصعوبات بهدف تعلم لغة أجنبية ثانية من خلال التمرن على الترجمة الأدبية.
-----------------------------------------
*نشر في (كلمات) بتاريخ 1/6/2019

No hay comentarios:

Publicar un comentario